تاميم قناة السويس ويكيبيديا؛ ويعتبر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956 أحد أهم الأحداث في تاريخ مصر الحديث، حيث مثل استعادة مصر سيطرتها على أهم ممر مائي في العالم بعد 89 عاما من السيطرة البريطانية عليه.
خلفية الحدث:
بناء قناة السويس: تم بناء قناة السويس في القرن التاسع عشر بقيادة المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس، وبدعم مالي من مصر والدول الأوروبية.
السيطرة البريطانية: بعد افتتاح القناة عام 1869، سيطرت بريطانيا على أسهم الشركة المالكة للقناة، مما منحها سيطرة شبه كاملة على القناة.
القومية المصرية: بعد ثورة 1921، تنامت المشاعر القومية المصرية، وتزايدت المطالبات باستعادة السيطرة على قناة السويس.
حرب فلسطين: في عام 1948، دعمت مصر الدول العربية في حرب فلسطين، لكن بريطانيا والولايات المتحدة عارضتا التدخل المصري وفرضتا حصارًا بحريًا على البلاد.
قرار التأميم: في 26 يوليو 1956، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، رداً على الحصار المفروض على مصر، ودعماً لحركة التحرر الوطني في الدول العربية.
نتائج التأميم:
ردود الفعل الدولية: واجه قرار التأميم معارضة قوية من بريطانيا وفرنسا، التي هددت بالتدخل العسكري.
الأزمة الدولية: أدت أزمة قناة السويس إلى توتر دولي كبير، وكادت أن تتسبب في نشوب حرب عالمية ثالثة.
العدوان الثلاثي: في 29 أكتوبر 1956، شنت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل هجوماً عسكرياً على مصر، بهدف استعادة السيطرة على القناة.
الدعم الدولي لمصر: تلقت مصر دعماً واسعاً من الدول العربية والاتحاد السوفييتي، مما اضطر بريطانيا وفرنسا إلى الانسحاب بعد ثلاثة أيام فقط.
انتصار مصر: مثل انسحاب بريطانيا وفرنسا انتصاراً كبيراً لمصر، وعزز سيطرتها على قناة السويس.
الآثار الاقتصادية: أدى تأميم قناة السويس إلى تحسين الوضع الاقتصادي في مصر وزيادة إيراداتها من القناة.
أهمية الحدث:
رمز التحرر الوطني: يعد تأميم قناة السويس رمز التحرر الوطني لمصر، وعلامة فارقة في تاريخها الحديث.
إلهام الدول العربية: ألهم تأميم قناة السويس الدول العربية الأخرى للنضال ضد الاستعمار وتحقيق استقلالها.
تعزيز مكانة مصر: أدى تأميم قناة السويس إلى تعزيز مكانة مصر كقوة إقليمية ودولية.
أسباب تأميم قناة السويس
الأسباب:
الهيمنة الأجنبية: كانت قناة السويس مملوكة ومدارة في المقام الأول لشركة قناة السويس، وهي شركة فرنسية بريطانية. واعتبر المصريون هذه السيطرة الأجنبية على قناة تمر عبر أراضيهم بمثابة استعمار اقتصادي.
الدعم الإسرائيلي: رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا تمويل بناء السد العالي، وهو مشروع ضخم لتنمية مصر. وفي المقابل عرض الاتحاد السوفييتي تمويل المشروع. فغضبت الولايات المتحدة وبريطانيا وسحبتا أموالهما من الجنيه المصري، مما أدى إلى انخفاض قيمته بشكل كبير.
الحرب الباردة: كانت مصر في ذلك الوقت ساحة صراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في إطار الحرب الباردة. اعتقدت مصر أن تأميم القناة من شأنه أن يعزز استقلالها ويقلل من نفوذ الغرب.
التأثير:
ردود الفعل الدولية: واجه تأميم قناة السويس معارضة قوية من الدول الغربية، خاصة فرنسا وبريطانيا. وهددت هاتان الدولتان بغزو مصر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية.
الحرب الثلاثية: في أكتوبر 1956، هاجمت إسرائيل مصر بدعم من فرنسا وبريطانيا. لكن تدخل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أدى إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء.
السيطرة المصرية على القناة: بعد الحرب الثلاثية، ظلت قناة السويس تحت السيطرة المصرية حتى عام 1975، عندما أعيد فتحها للملاحة الدولية بعد حرب يوم الغفران.
أهمية:
رمز الاستقلال: يعتبر تأميم قناة السويس رمزاً لانتصار مصر على الاستعمار وتعزيز استقلالها الوطني.
دعم التنمية: ساهم تأميم قناة السويس في تمويل مشروعات تنموية ضخمة في مصر، مثل السد العالي.
إلهام حركات التحرير: ألهم تأميم قناة السويس حركات التحرير في البلدان النامية الأخرى التي كانت تكافح ضد الاستعمار.